9.5 مليار دولار سينفقها العالم على أمن وحماية شبكات المعلومات بحلول 2015، بحسب تقارير عالمية، في الوقت الذي بدأت فيه الولايات المتحدة الخطوات التنفيذية لتشكيل قيادة عسكرية جديدة للإنترنت تتبع وزارة الدفاع «البنتاجون» لتطوير الطريقة التي تحمي بها الولايات المتحدة شبكات الكمبيوتر، وتقييد سبل الدخول على أجهزة الكمبيوتر الحكومية وحماية الأنظمة التي تدير أسواق المال الأميركية والمعاملات المصرفية العالمية وتتولى إدارة نظام مراقبة حركة الملاحة الجوية.
وفي أجواء الحرب على قرصنة المعلومات في العالم، يحذر ريتشارد لاهارتينجر مدير شركة «ميلز» لتقنية أمن المعلومات من أنه خلال السنوات الأخيرة تزايد تهديد أمن معلومات المؤسسات الكبري، والذي عادة ما يجيء من الموظفين داخل المؤسسة، بل أحيانا من مشغلي شبكات المعلومات في هذه المؤسسات، ولهذا يري أنه بات من الأهمية القصوى ضرورة التوصل إلي تقنية عالية لحماية سرية المعلومات داخل المؤسسات الحساسة من القراصنة في الخارج، ومن الموظفين في الداخل، ليصبح دور نظم أمن المعلومات بمثابة حرب خارجية باستخدام «قوة ردع» أخرى داخلية ضد «الجواسيس» باستخدام «تقنية الاستخبارات». وكانت حكومة أبوظبي في طليعة من أدرك أهمية أمن المعلومات في المنطقة، حيث بادرت الحكومة قبل أسبوعين بتدشين برنامج أمن المعلومات، الذي يعتبر الأول من نوعه في المنطقة العربية، بهدف تحسين كفاءة الخدمات الحكومية وضمان عدم اختراق وسائل الاتصال المستخدمة والحفاظ على سرية المعلومات المتداولة. ويذكر أن حكومة أبوظبي أصدرت بالفعل سياسة أمن المعلومات ضمن برنامج أمن المعلومات الحكومية. وهو جزء لا يتجزأ من إطار العمل الشامل لضمان استمرارية العمل ، وسرية الخدمات، ودقة البيانات، وتوفير الخدمات المطلوبة لحكومة أبوظبي ومستخدميها على السواء. ويقوم مركز أبوظبي للأنظمة الإلكترونية والمعلومات بإنشاء نظام للآليات على مستوى الحكومة برمّتها لضمان أمن جميع الهيئات الحكومية في أبوظبي والخدمات التي تقدّمها. ومع هذه الموجة العالمية لمحاربة قرصنة المعلومات، يعمل العشرات من التقنيين في مكان منعزل في قرية صغيرة تدعي «ميلز» بالنمسا لتطوير تقنيات جديدة يوميا لحماية المعلومات في المؤسسات الحكومية الحساسة ضمن شركة «ميلز» للإلكترونيات والتي تستحوذ بمفردها على «على نحو 80% من سوق تقنية أمن المعلومات في النمسا، وتستخدم 85% من البنوك السويسرية تقنياتها لضمان سرية حسابات عملائها المشهورة بها في العالم. وتأسست «ميلز الكترونيك» في عام 1948 على أيدي اثنين من خبراء الأمن الألمان، ثم انتقلت إلى مقرها في قرية «ميلز» النمساوية الصغيرة في 1967 لتأمين سرية التكنولوجيا الخاصة بها، وللابتعاد عن الضغوط السياسية، كما يقول لاهارتينجر. وقرية ميلز تقع في قلب جيال تيرولين في المدينة الأولومبية الشهيرة «انسبرك». ووفقاً لبيان للشركة، فإنها تقوم بتوريد منتجات أمن المعلومات لعملاء في أكثر من 50 دولة، وأغلب العملاء من الوزارات والسلطات العامة والخدمات السرية والوكالات العسكرية والشركات التجارية الكبرى. ويقول ريتشارد لاهارتينجر «يعتبر تبادل المراسلات والبيانات من المهام اليومية الهامة في المنظمات الدولية والحكومات، ومن هنا تعد صحة وسرية المعلومات المرسلة أمرا جوهريا لأداء هذه الهيئات عملها، خاصة مع انتشار الحواسيب في إدارة الأعمال». وحذر من تزايد مخاطر تسلل العاملين إلى أنظمة المعلومات والمراسلات الحساسة، بالإضافة إلي وجود أنظمة مراقبة اتصالات أوتوماتيكية يمكنها أن تلتقط وتحلل كل مكالمة هاتفية أو فاكس أو بريد إلكتروني أو تلكس من آي مكان في العالم. ويشير لاهارتينجر إلى أنه «كافة معلومات المؤسسات أصبحت مكشوفة، وبالتالي تهديد عملها بل وأحيانا أمن دول كبري». ويقول «مع تزايد المخاطر يصبح تأمين المعلومات أولوية قصوى للمؤسسات والشركات، خاصة الأمنية منها». ووفقا لتقارير، فإن اختراق البريد الإلكتروني للمؤسسات انتشر بشكل كبير خلال السنوات الخمس الأخيرة، واستجابة لهذا التهديد تم البحث مؤخراً عن نظم لحماية البريد الإلكتروني، وخاصة في الشبكات الحكومية والدبلوماسية التي تحتاج حماية قصوى لحركة المراسلات. وفي هذا السياق، قامت شركة «هواوي سيمانتك تكنولوجيز» بعرض منتجاتها المتميزة لحماية الشبكات وتخزين المعلومات خلال فعاليات قمة شركاء «سيمانتك» التي عقدت مؤخراً، و بحضور حوالي 100 شريك توزيع معتمد من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وسلطت الشركة الضوء على منتجاتها في مجال تخزين المعلومات وحماية الشبكات المتوفرة حالياً في دولة الإمارات. وصرح كريستوف أيلرد، مدير قنوات الشركاء لشركة «هوواي سيمانتك تكنولوجيز» في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا بأنه «يجب على المؤسسات أن تركز بنسبة أكبر على اتخاذ منهج موحد بالنسبة إلى أمن الشبكات، حيث لم يعُد يكفي أن يتم تولي إدارة دفاعات الشبكة وأمن الشبكة والتراسل الإلكتروني والبيانات بشكل منفصل في ضوء الوضع الاقتصادي والتهديدات الحالية. وفي ظل الانكماش الذي تشهده الشرائح الأخرى من السوق، والذي أثَّر سلباً على شركات التوزيع، ستركز عملياتنا الإقليمية على توجيه هذه الشركات وأسواقها بما يخص أهمية استخدام الموارد والبنية التحتية للإدارة المؤسساتية بهدف إيجاد شبكة فعالة»
9.5 مليار دولار الإنفاق العالمي على أمن المعلومات بحلول العام 2015