" أبنائنا فلذات أكبادنا تمشي على الأرض " قول مأثور تسعى الأمم والشعوب جاهدة أن تجعله حقيقة واقعة، ولما لا وطفل اليوم هو رجل الغد، وفتى اليوم هو صانع المستقبل في بلده، وقد يناط به اتخاذ قرار يؤثر في مصير أمة بأكملها من هنا كان الاهتمام الكبير بالنشئ. فالمتأمل في هذا الكون الواسع يدرك ومن الوهلة الأولى وجود الكثير من العوامل والأسباب التي ساعدت وبنسب مختلفة في انحراف الأولاد وإلى فساد أخلاقهم وسوء تربيتهم وضياعهم في النهاية منها على سبيل المثال لا الحصر ضعف الوازع الديني والفراغ ورفاق السوء وغيرها الكثير. وهنا وفي ظل ظهور شبكة الإنترنت وانتشارها الواسع. يثار التساؤل عما إذا كان لها دوراً ملموساً في انحراف الأولاد ؟ لا سيما إذا علمنا التقدم الكبير التي شهدته هذه الشبكة من يوم ظهورها حتى اللحظة كان له دوراً كبيراً في مضاعفة معدلات الجريمة رغم المزايا الكثيرة التي أوجدتها تلك الشبكة. وبالتالي فإننا لا نبالغ إذا قلنا أن شبكة الإنترنت بانتشارها الواسع في كافة أرجاء المعمورة وسرعتها الهائلة وقدرتها على نقل جميع أشكال المعلومات المقروءة والمسموعة والمرئية، وسهولة التعامل معها تعد هي الأخطر عن غيرها من أنواع التقنيات الأخرى إذا ما وضفت لصالح الأغراض الشريرة ، فبلمسة زر تكون أمام بحراً هائجاً وطوفاناً هائلاً من المواقع يجد الشخص فيها ضالته ففيها كل شاردة و واردة منها ما تهدف إلى النيل من عقيدة المسلمين ومنها تسعي إلى المتاجرة بالعلاقات الإنسانية المشبوهة ، ونوع أخر إلى تقديم المساعدة على الانتحار وإدمان المخدرات هذا ناهيك عن المواقع الإباحية التي أصبحت تنتشر كالهشيم والتي أثبتت الدراسات أن لها دوراً كبيراً في ارتكاب العديد من الجرائم التي يقشعر لها البدن كجرائم التحرش الجنسي والاغتصاب وغيرها.... وهنا تكمن الخطورة ففي ظل انعدام الرقابة المركزية على شبكة الإنترنت وما تحويه من معلومات هدامة أصبحت تتسلل إلى أطفالنا وأبنائنا في غرفهم المغلقة عليهم !! دون استئذان.
فالدراسات والإحصاءات تؤكد أن غالب الخبرات الضارة أكتسبها الأطفال والأحداث المنحرفين من شبكة الإنترنت بدءً من تعاطي المخدرات أو ممارسة الفجور وحتى اكتساب المعلومات التي تتعلق بتصنيع قنبلة أو محاولة اختراق الشبكات المعلوماتية الخاصة بمراكز استراتيجية في دول كبرى متقدمة.
ويزداد الأمر سوءً إذا علمنا أنه يوجد الكثير من الآباء غير مدركين للمخاطر التي قد يتعرض لها أطفالهم لدى استخدامهم شبكة الإنترنت. وقد يرجع ذلك إلى أنهم يعتبرونها وسيلة إيجابية، ولذا فهم لا يدركون مخاطرها. وهذا يعني أنهم لن يكونوا قادرين على تقديم النصح والإرشاد لأبنائهم عند تصفحهم لشبكة الإنترنت.
من هذا المنطلق وحتى لا تصبح شبكة الإنترنت بمزاياها الكثيرة وسطاً رهيباً مخيفاً على الأطفال فإننا نرى بأن الأهل لهم الدور الكبير والكبير جدا في تخفيف مخاطر هذا الوسط وجعله وسطاً آمناً بإتباع بعض النصائح والإرشادات منها على سبيل المثال :
- مناقشة الأولاد والتحدث معهم بنوع من الحرية والمرونة عن شبكة الإنترنت وعن نوعية الأعمال التي يقومون بها على جهاز الحاسب الآلي.
- الحرص على أن يكون الحاسب الآلي وصلة الإنترنت في مكان تواجد العائلة بدلاً من أن يكون مخفياً في غرف الأطفال.
- السعي إلى أقتنى بعض البرامج الخاصة بالمراقبة وتنصيبها ضمن الحاسب الخاص بالأولاد بحيث يتمكن الأهل دوماً من معرفة المواقع التي يستخدمونها.
- الحرص على معرفة الأشخاص اللذين يتبادلون الاتصال مع الأولاد عبر غرف الدردشة والمراسلة الفورية.
- الحرص على تعلم هذه التقنية الحديثة وكل ما يطراء عليها من تطوير.د.حسين بن سعيد الغافري
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]الأنترنت وإنحراف الأولاد