مواطنون بلا هويه أو البدون في سوريا !!
لاتستغرب هذا العنوان اليوم كل مواطن يخرج من بلده بدون رضا نظامه عليه أصبح
( بدون ) ، في أوائل الثمانينات من القرن الماضي حصل بين النظام السوري والمعارضة في الداخل صراع فقام النظام على أثره بإعتقال الكثير من أفراد المعارضة وزجهم بالسجون منهم استطاع أن يخرج من بلده إلى البلدان المجاورة هرباً من القمع والتعسف الذي كان يقوم به النظام في وقته ، وإذا تساءل أحد عن المتسبب الرئيسي فكل واحد من الطرفين يتهم الطرف الاخر عما جرى داخل سوريا من أحداث ، وقد أفرز هذا الصراع الغير معروف أسبابه لدى كثير من أبناء المعارضة وخاصة الذين تضرروا وكانوا ضحية الطرفين علماً أغلبية هذه الفئة المتضررة أقدموا إلى ما يسمى تصفية وضع في السنين الأخيرة فقاموا بتقديم طلبات إلى سفاراتهم كلاً حسب وجوده في البلد المضيف يطالبون فيها العودة إلى بلدهم وشرحوا كل الأسباب التي دفعتهم للخروج من بلدهم فكان الرد سلبي لكل من تقدم بطلب فردي .
أما مأساة العصرالحقيقية : إن في داخل سوريا وخارجها يوجد الآن عدد كبير من المواطنين السورين لايحملون هوية أو إثبات مواطنتهم ، والسبب رفض النظام السورية والاعتراف بهم كمواطنين وحرمانهم من أبسط الحقوق الانسانية فضلا عن الحقوق الوطنية التي يتمتع بها أي مواطن في بلده .
لا يكفي النظام التنكر لهذه الحقوق لمواطنيه بل وصل به الحال إلى حرمان أبناء المعارضة وخاصة الذين كانت ولادتهم خارج سوريا ونزلوا إليها في السنين الأخيرة من ذكور وأناث من هوية تعريف لعدم تسجيلهم في الأحوال المدنية علماً يحملون بيانات مصدقة من خارجية البلد التي حصلت بها الولادة ومصدقة من السفارة السورية الموجودة بنفس البلد ومن الخارجية السورية الموجودة في دمشق ومنهم من خضع لإجراءات قضائية مدنية ولم يحصلوا على أي إثبات يدل أنهم سوري الجنسية .
نعم حصل انفراج بسيط من قبل النظام السوري لأسباب غامضة بعد احتلال العراق بإعطاء المغتربين وخاصة المعارضة جوازات سفر مع فسح المجال لفترة معينة وغير محددة لتسجيل أولادهم فالذي كان بإمكانه يستطيع أن يخرج جواز سفر ويسجيل أولاده كان من الرابحين ، والذي فاجأ البسطاء بإغلاق باب التسجيل لأولادهم بدون سابق إنذار فإنهم كانوا من الخاسرين ومن المظلومين وخصوصاً في ظل وجود التخبطات الكثيرة من قبل النظام والتي دفع ثمنها العشرات من العوائل المقيمة في البلدان الأخرى ظلماً . واعلموا ان الله لايحب الظلم ، إذا كان الأباء يعيشون بلا هوية ولا وطن وراضين بقدرهم من عند الله تعالى فما ذنب أولادهم الذين يحرمون من هويتهم ووطنهم ، فالأمر يتطلب من النظام مراجعة ومحاسبة الأنفس قبل أن يحاسبها القادر المنتقم الجبار . وإعادة النظر في إنهاء مأسات ومعانات الأبناء من جراء عدم تسجيلهم في سجل الأحوال المدنية ، وعدم دفعهم إلى مخاطبة المؤسسات الدولية وحقوق الإنسان الرسمية ، ووسائل المطالبة كثيرة ... وفقنا الله تعالى وإياكم لما فيه الخير لبلدنا واحفظه اللهم من كل معتدٍ أثيم .